يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للبيئة منذ عام 1974؛ للتذكير بأهمية إشراك الأفراد والحكومات والشركات في العمل البيئي الهادف لتغيير طرق الحياة التي ينجم عنها التلوث البيئي الضار.

إلا أن البيئة لم تعد تستغيث مما حل بها من تلوث بعد 64 عامًا من الاحتفال، إذ أدى تفشي جائحة الفايروس التاجي مع مطلع عام 2020 إلى تقليل التلوث البيئي بسبب توقف السفر برًا وجوًا، وإيقاف عمل المصانع وغيرها من الأعمال التي تنتج عنها انبعاثات الكاربون. 

التلوث؛ وتأثيره على الحياة 

وفقًا لآراء المختصين فإن التلوث البيئي لم يحدث بشكل فجائي، بل كان حصيلة التغييرات الكثيرة التي أجراها البشر على الكرة الأرضية والتي أثرت بشكل أو بآخر على البيئة. اقرأ تأثير التلوث على بيئة العراق.

ويؤكد الخبراء أن كمية غازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي للأرض وصلت إلى مستوى عالٍ.

وتبين وكالة حماية البيئة الأمريكية، أن غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، التي تحبس حرارة الشمس، هي «المحرك الأهم لتغير المناخ الملحوظ منذ منتصف القرن العشرين».(1)

وسيؤدي استمرار تزايد تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى المزيد من الاحترار ، لتنتج عنه تغييرات جذرية في معظم أنحاء الكوكب. كما أن بعض هذه التأثيرات حدثت بالفعل.(2)

العوامل المساهمة في زيادة التلوث

• الوقود الأحفوري

 يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون واستخراج غاز الميثان، وكلاهما أصبح أكثر وفرة مما كان عليه منذ 800000 عام، وفقًا لوكالة حماية البيئة.

وبينت وكالة حماية البيئة إن أكسيد النيتروز ، ثالث غازات الدفيئة الرئيسة ، الذي ينتج أيضًا عن طريق حرق الوقود، زاد بنسبة 20% منذ بداية الثورة الصناعية مع أسرع ارتفاع خلال 22000 سنة خلال القرن الماضي.

• وسائل النقل

يعتمد أكثر من 90% من الوقود المستخدم في النقل على النفط. وتأتي الانبعاثات في المقام الأول من حرق الوقود الأحفوري في السيارات والشاحنات والسفن والقطارات والطائرات.

• إنتاج الكهرباء

شكلت الكهرباء أكثر من 27٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الولايات المتحدة في عام 2017. وهي الانبعاثات التي تصدر بشكل أساسي من الوقود الأحفوري المحروق. والتي يمكن تقليلها بزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة مثل الرياح والطاقة الشمسية. 

• الصناعة

قالت وكالة حماية البيئة أن الانبعاثات المباشرة في هذا القطاع تأتي من حرق الوقود أو التفاعلات الكيميائية، كما أن الانبعاثات غير المباشرة تأتي من الطاقة اللازمة لتشغيل المصانع والوقود الأحفوري المحروق لذلك. (3)

ما الذي يمكننا فعله للحد من التلوث؟

كان عام 2019 ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، ونهاية العقد الأكثر دفئًا (2010-2019) على الإطلاق حسب بيان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تقودها وكالة الطقس التابعة للأمم المتحدة. (4)

ويأتي استخدام الوقود الأحفوري في مقدمة المسببات لانبعاثات غازات الدفيئة. (أنظر الرسم البياني الجانبي الذي يوضح الزيادة في تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي على مدى 2000 عام الماضية)(5)

ويمكن تقليل التلوث عبر إيجاد مصادر جديدة لتوليد الطاقة بالاعتماد على أشعة الشمس، والرياح، وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة.

وبدأت ايرثلنك بالاعتماد على الطاقة النظيفة منذ مطلع عام 2019، لتكون بذلك من الشركات الأولى التي توجهت نحو الطاقة البديلة في العراق، سعيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

وقال قائد فريق الصيانة الوقائية في ايرثلنك عبدالله عباس «في مطلع 2019؛ كان لدينا 14 موقعًا يعتمد على الطاقة الشمسية. ومع حلول نهاية العام؛ تمكنا من توفير الطاقة الشمسية في 38 موقعًا من مواقع ايرثلنك، ونسعى خلال هذا العام لزيادة المواقع المعتمدة على الطاقة الشمسية حتى تصل إلى 100 موقع من مواقع ايرثلنك في محافظات العراق كافة التي تتواجد ايرثلنك فيها».