الجاحظ واحد من أعلام الأدباء والكتّاب في العصر العباسي.
ولد الجاحظ في البصرة، ويرجّح أغلب المؤرخين أن تاريخ ولادته كان عام 159م. لُقِّبَ بـ”الحدقي”، لوجود نتوء واضح في حدقيته و لجحوظ عينيه، ولكن هذا اللقب كان أقل شيوعًا وشهرة من لقب “الجاحظ”. لم يرغب بكل هذه الألقاب، بل كان يفضل أن يناديه الناس باسمه “عمرو” أو كنيته “أبو عثمان”. إلا أنه عندما ذاع صيته لم يمانع استخدام لقب “الجاحظ”
لأنه أصبح لقب الشهرة بالنسبة له.
قضى الجاحظ حياته في البصرة فقيراً يتيماً لكنه كان شغوفاً بالعلم ومحباً للقراءة حيث كان يستأجر المكتبات ودكاكين الوراقين يقضي فيها الليل ليقرأ ما فيها، وكان من النوادر مشاهدته وهو لا يحمل كتاباً في يده، فقد كان عصامياً يعمل ويدرس في آن واحد، صبوراً في طلب العلم.
ساهمت نشأته في مدينة البصرة إسهاماً كبيراً في شخصيته وعقليته وطريقة تفكيره خصوصاً، وأن الوقت الذي عاشه كان العصر الذهبي لازدهار العلوم والاهتمام بالعلم والثقافة وتطور حركات الترجمة حيث كانت البصرة آنذاك قبلة لطلبة العلم من كافة البلدان العربية. لم يختص الجاحظ في دراسة حقل معين من علوم عصره المعروفة فدرس السياسة والاقتصاد والأدب والمنطق والفلسفة والرياضيات والطب والجغرافية والتاريخ والموسيقى والبيئة وكتب في المدن والأمطار وجوهر الأرض وعن الحب والجواري والغلمان وكان متمكناً في كل هذه المجالات.
يعتبر الجاحظ واحد من أغزر المؤلفين والكتاب حيث ترك موروثاً فكرياً ضخماً وهائلاً، يقدر بحوالي 360 بين كتب ورسالة ومبحث، في مواضيع وعلوم متنوعة، أهم تلك المؤلفات (البيان والتبيين)، (الحيوان)، (البخلاء)، (التاج في أخلاق الملوك)، وغيرها العشرات.
للجاحظ الكثير من الآراء والأفكار في علوم الرياضيات والفيزياء، التي يعتبرها أغلب علماء التكنولوجيا حجر الأساس لهذا العلم. لكن لسوء الحظ لم يصلنا منها إلا القليل.
لم يكن الجاحظ شخصية عادية أو استثنائية بل كان موسوعة تمشي على الأرض وكتبه هي دائرة المعرفة لزمانه، لأنه كتب في كل شيء تقريباً. رفع لواء العقل والمنطق والرجاحة، ورفض من أطلق عليهم تسمية “النقليين” الذين يلغون عقولهم امام ما يسمعون أو يقرأون. في الوقت الذين كان أغلب الفلاسفة يقفون أمام أرسطو وقفة التلميذ المصدق لكل ما يقوله الأستاذ فإنه وقف أمام أرسطو عقلاً لعقل يقبل منه مايقبله عقله ويرد عليه ما يرفضه عقله، حتى أنه في كتابه (الحيوان) نعته بـ”صاحب المنطق” وسخر منه. كان الجاحظ يؤمن بأهمية الشك الذي يؤدي إلى اليقين عن طريق التجربة حتى أنه كان يسأل أرباب الحِرَف ليتأكد من دقة كل معلومة قبل أن يضعها في كتابه.
في كتابه (سيرة أعلام النبلاء) يروي شمس الدين الذهبي الحادثة الشهيرة لوفاة الأديب حيث سقطت عليه مكتبته التي أفنى عمره في أخذ العلم منها، شاءت الاقدار ان تكون الكتب التي صنعت الجاحظ وصنعها هي السبب في أخذ حياته أيضاً.
يبقى الجاحظ اعجوبة زمانه و الأزمنة التي تلته وتبقى سيرته خالدة الى الأبد. واحدة من أجمل أقواله (إني لا أعلم شجرة أطول عمراً ولا أطيب ثمراً ولا أقرب مجتنى من الكتاب)
ابق على اطلاع بأخبار ومقالات EarthLink
جميع الحقوق محفوظة لـ ايرثلنك © 2022
عربي | ||
English | ||
EarthLink is a Home User app and Reseller App is an app for resellers to keep a track on their business.
يتطلب التقديم لإنشاء برج جديد من ايرثلنك ارسال طلب يحتوي على الموقع الجغرافي المقترح للبرج بصيغة KML لتتمكن فرقنا التقنية من معرفة ودراسة الموقع. ولتحصل على الموقع بهذه الصيغة بإمكانك استخدام خرائط google بعد تسجيل بإستخدام حسابك الشخصي من Gmail. وقم بفتح “خرائط Google” ثم انتقل الى القائمة بالضغط على المربع بجوار مربع البحث “ابحث في خرائط Google” واضغط على “أماكنك المفضلة” في القائمة التي ستظهر.
في القائمة الجديدة التي ستظهر انتقل من “مصنف” الى “الخرائط” بالضغط على الكلمة،
ثم اختر “انشاء خريطة” الموجودة في اسفل القائمة. سيقوم الموقع بتحويلك الى صفحة
جديدة، قم بالبحث عن موقع البرج في الخارطة وتحديده. بإمكانك استعمال “إضافة علامة” الموجودة في اعلى الصفحة لتحديد الموقع وتسمية العلامة ثم حفظها.
الان، يمكنك حفظ الخريطة بصيغة KML بالتوجه الى النقاط الثلاثة المقابلة لعنوان الخريطة في النافذة البيضاء اعلى الصفحة، واختيار “تصدير الى ملف KML” قم بوضع علامة صح امام مربع ” تصدير الى ملف KML(لدعم كامل للرموز، استخدم KMZ) ثم اضغط على تنزيل. وقم بإرفاق الملف الذي تم تحميله مع طلب انشاء البرج.