هل تذكر شعور حمل الهاتف المحمول لأول مرة؟ أم هل تذكر صوت الاتصال بمودم الإنترنت؟ ذاك الشعور بالدهشة من شيء لم تكن تعتقد أنه قد يحدث في أيام حياتك. 

نحن نعيش اليوم المزيد والمزيد من التجارب بوتيرة أسرع بكثير من الماضي، بعضها أشياء شاهدناها في فيلم خيال علمي قبل بضعة عقود، والبعض الآخر لم نتمكن حتى من تخيل أنها يمكن أن توجد على الإطلاق. نمت الاحتياجات الإنسانية خلال العقود الأخيرة بشكل مختلف جدًا، من الأساسي أو البسيط إلى المعقد والمتطور. ونمت التقنيات لتتناغم مع تلك الاحتياجات، حتى أصبحت الابتكارات التقنية لا تعد ولا تحصى. 

بالنسبة لك كفرد في هذا العالم المتغير بشكل مذهل؛ عليك إبقاء عينيك على المستقبل لمعرفة المهارات التي ستحتاج إلى معرفتها لتأمين وظيفة آمنة ليوم غد. لذلك؛ نستعرض وإياكم في هذا المقال أبرز الاختصاصات التي تمثل التوجه التقني خلال السنوات القادمة:

• إنترنت الأشياء IOT

إنترنت الأشياء هو في الواقع مفهوم بسيط جدًا؛ يعني ربط كل الأشياء بالإنترنت. بكلمات بسيطة للغاية، نحن نتحدث هنا عن القدرة على جمع المعلومات من جميع الأنواع، وهذا يمتد من معلومات الطقس إلى تعداد السكان، أو أرقام المبيعات. 

يعمل إنترنت الأشياء آنيًا. إذ ينقل المعلومات إلى حيث ينبغي أن تكون، ويجعل الأشياء تتخذ القرار بناءً على هذه المعلومات. ويتم تقديم المعلومات، واتخاذ القرارات، فيتم تحقيق التقدم، ثم تعاد الكرة. تعمل هذه الديناميكية على تغيير طبيعة الأعمال وأتمتتها جميعًا بدقة. وتعتبر المشاريع الناجحة اليوم هي تلك التي تتمتع بقنوات تواصل جيدة، وتستفيد من البيانات التي تجمعها والطريقة التي تستخدمها بها.

ويعد الذكاء الاصطناعي أحد التقنيات الناشئة ذات الصلة بإنترنت الأشياء.

• الذكاء الاصطناعي AI:

تمت صياغة مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في عام 1956. واليوم؛ أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر شيوعًا بفضل زيادة حجم البيانات، والخوارزميات المتقدمة، والتحسينات في قوة الحوسبة والتخزين. إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها تعريف الذكاء الاصطناعي هي: فرع واسع النطاق لعلوم الكمبيوتر، يهتم ببناء آلات ذكية قادرة على أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا. 

أثر الذكاء الاصطناعي الكبير على الأعمال 

سينمو سوق الذكاء الاصطناعي ليتطور إلى صناعة بقيمة 190 مليار دولار بحلول عام 2025، مع زيادة في الإنفاق العالمي على الأنظمة المعرفية والذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 57 مليار دولار في عام 2021. 

ومع زيادة انتشار الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات العمل؛ سيتم إنشاء وظائف جديدة في مجالات التطوير، والبرمجة، والاختبار، والدعم، والصيانة، على سبيل المثال لا الحصر. 

من ناحية أخرى؛ يوفر الذكاء الاصطناعي بعضًا من أعلى الرواتب اليوم. والتي تتراوح من أكثر من 125000 دولار سنويًا (مهندس التعلم الآلي) إلى 145000 دولار سنويًا (مهندس الذكاء الاصطناعي). مما يجعله أكثر اختصاص تكنولوجي جديد يجب أن تنتبه له!

ويُعرف اليوم فرع مهم جدًا من علم الذكاء الاصطناعي باسم الروبوتيات.

• الروبوتات Robots:

الروبوتات هي أجهزة يمكنها التحرك والتفاعل حسب المدخلات. تُستخدم الروبوتات الآن على نطاق واسع في المصانع لأداء وظائف عالية الدقة مثل اللحام، والتثبيت. يتم استخدامها أيضًا في مواقف خاصة قد تكون خطرة على البشر.مثل تنظيف النفايات السامة، أو نزع فتيل القنابل. 

تتمتع الروبوتات بالقدرة على إحداث تغيير إيجابي في الحياة وممارسات العمل، ورفع مستويات الكفاءة والسلامة، وتوفير مستويات محسّنة من الخدمة. علاوة على ذلك؛ تم تعيين الروبوتات لتقود جيلًا جديدًا بالكامل من الأجهزة المستقلة، والمصنوعات المعرفية التي تتفاعل بسلاسة مع العالم من حولها من خلال قدراتها التعليمية. مما يوفر الرابط المفقود بين العالم الرقمي والعالم المادي.

• سلسلة الكتل Blockchain:

هي قاعدة بيانات موزعة تمتاز بقدرتها على إدارة قائمة من البيانات المتزايدة باستمرار والتي تسمى كُتلًا، تحتوي كل كتلة على طابع زمني ورابط إلى الكتلة السابقة. صُممت سلسلة الكتل بحيث يمكنها المحافظة على البيانات المخزنة بها، والحيلولة دون تعديلها، أي أنه عندما تخزن معلومة ما في سلسلة الكتلة لا يمكن لاحقًا تعديل هذه المعلومة.

ماهي ميزة سلاسل الكتل تجاريًا؟

تتمثل الميزة الأكثر أهمية لتقنية سلسلة الكتل في خفض التكاليف التشغيلية. ,ذكرت شركة الاستشارات الإدارية الأمريكية McKinsey & Company: “يمكن تقليل تكلفة العمليات التشغيلية الحالية عن طريق إزالة الوسطاء، أو الجهد الإداري لحفظ السجلات وتسوية المعاملات”.

ومن خلال القضاء على الوسيط؛ تسمح سلاسل الكتل للشركات بتتبع المنتجات والمعاملات بسرعة وسهولة من بدايتها إلى النهاية. ونجحت Walmart على سبيل المثال؛ في تقليل الوقت المستغرق لتتبع الطعام بين أرفف المتاجر والمزارع من سبعة أيام إلى 2.2 ثانية باستخدام تقنية سلاسل الكتل. 

ووفقًا لكيلي من شركة IBM؛ يؤدي هذا التوفير بالوقت إلى توفير كبير في التكلفة. كما توفر هذه التقنية الكفاءة المبسطة، والشفافية، والموثوقية، والأصالة، ودعونا لا ننسى الأمن أيضًا نظرًا لأن مشاركة البيانات تتم عبر أنظمة متعددة في أماكن متعددة، ويجري التحقق من صحتها قبل تسجيلها، ثم يتم تشفير كل كتلة بيانات وربطها بالواحدة التي تسبقها.

• الحوسبة الحدية Edge Computing:

أصبحت الحوسبة السحابية التي كانت في السابق اتجاهًا تقنيًا جديدًا يجب مراقبته؛ هي السائدة. حيث سيطر اللاعبون الرئيسيون Amazon وMicrosoft وGoogle على السوق. ولا يزال اعتماد الحوسبة السحابية في تزايد، حيث تتجه المزيد والمزيد من الشركات إلى الحلول السحابية.

ونظرًا لزيادة كمية البيانات التي تتعامل معها المؤسسات باستمرار؛ فقد أدرك الجميع أوجه القصور في الحوسبة السحابية في بعض المواقف. 

وتم تصميم الحوسبة الحدية للمساعدة في حل بعض هذه المشكلات كطريقة لتجاوز التأخير الناجم عن نقل المعلومات في الحوسبة السحابية، حيث نقلت البيانات إلى مركز بيانات لمعالجتها. أما في أنظمة الحوسبة الحدية؛ فتكون عناصر معالجة وتخزين البيانات في موقع جغرافي قريب من موقع المستخدم، أو الوجهة النهائية التي تستفيد من الخدمة. وهكذا، أصبح من الممكن استخدام الحوسبة الحدية لمعالجة البيانات التي تتطلب حرصًا على الوقت، أو في الأماكن البعيدة التي يكون فيها الاتصال محدود أو معدوم بالخوادم المركزية. في تلك الحالات، يمكن أن تعمل الحوسبة الحدية مثل مراكز البيانات المصغرة.