حصلت ايرثلنك على جائزة مزود خدمات الإنترنت الأسرع نموًا في العراق مقدمة من مجلة International Finance – لندن، بالتزامن مع احتفالها بمرور 15 عامًا على التأسيس.

وتأسست ايرثلنك في 2005؛ حين كان العراق يعاني من انهيار البنى التحتية للإنترنت وتهالكها بسبب القِدم، والحروب المتعاقبة. ورغم أن الأوضاع العامة فرضت صعوبات كثيرة على أعمال جميع الشركات العاملة في العراق وضمن القطاعات كافة، تمكنت ايرثلنك خلال فترة وجيزة من إيصال خدمات الإنترنت إلى 15 محافظة عراقية، بابتكارها حلولًا بديلة وفي غياب البنية التحتية المطلوبة. 

كيف لعبت الحلول المبتكرة دورًا في تحقيق نجاح ايرثلنك السريع

اعتمدت ايرثلنك منذ بداية تأسيسها عام 2005 على الحلول المبتكرة لإيصال خدمات الإنترنت بأسعار معقولة إلى المواطنين العراقيين.

ومع تزايد الطلب على خدمات الإنترنت في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ الشركة، واجهت ايرثلنك عوائق مالية في شراء الإنترنت بأسعار معقولة، وتوزيع خدماتها إلى المناطق الأبعد من مكتبها في بغداد والتي يزداد الطلب فيها على خدمات الإنترنت. إذ حدّت المصاعب المالية من قدرتها على استيراد أجهزة بث جديدة، وتأجير أماكن نصب هذه الأجهزة وإيصال الإنترنت إلى المواطنين. فاعتمدت من جهة على الأقمار الصناعية كمصدر  لسعات الإنترنت (تقنية VSAT التي كانت معتمدة في وقتها). ومن جهة أخرى ابتكرت مفهوم وكلاء الإنترنت لتنشر خدمات الإنترنت بسرعة في عموم العراق. 

وكلاء الإنترنت.. شركاء ايرثلنك الأوائل

يعمل مفهوم الوكلاء على الاستعانة بشركاء خارجيين يقومون بشراء ونصب المعدات المطلوبة وتقديم الدعم الفني للمستخدم النهائي، وتقوم ايرثلنك بتزويدهم بخدمات الإنترنت، فضلًا عن توفير الدعم الفني لهم. 

هذه إحدى الابتكارات التي تحسب لشركة ايرثلنك، حيث كانت الطريقة المعمول بها من جميع الشركات سابقًا هو أن تقوم الشركة بإيصال الخدمة إلى المستخدم النهائي، ومن مشاكل هذه الطريقة هو بطء في الانتشار وفي إجراء أعمال الصيانة للمستخدم النهائي، فقامت ايرثلنك بوضع وكلاء واعتبارهم شركاء بأعمال التسويق والصيانة.

إن مفهوم وكلاء الإنترنت نجح لسنين طويلة في حل مشكلة نقص البنية التحتية لإيصال الإنترنت، إلا أن النمو السريع في أعداد مستخدمي الإنترنت، وزيادة استهلاك الفرد لسعات الإنترنت نتيجة تطور التكنولوجيا، وتعدد التطبيقات مثل زيادة وضوح الصور ومقاطع الفيديو (4K)، ومشاكل التشويش والتداخلات الحاصلة في تقنية الربط اللاسلكي أدى إلى خلق  تحديات تقنية جديدة لقطاع الإتصالات في العراق. إذ لم تعد لتقنية الربط اللاسلكي  القدرة على توفير إنترنت ذو جودة جيدة بسبب زيادة التشويش الناتج عن التداخلات وخاصة في المناطق السكنية المزدحمة.

القمر الصناعي الخاص كان أحد أول مصادر الإنترنت الأقل كلفة في العراق

بسبب زيادة الطلب على سعات الانترنت ومع بقاء الأسعار العالية للسعات التي تصل عن طريق الاقمار الصناعية VSAT، استأجرت ايرثلنك سعات كبيرة على قمر صناعي خاص  (Inclined Satellite) لتحصل على الإنترنت بتقنية الـ VSAT وبأسعار مناسبة لإيصاله إلى المستخدمين المنزليين بكلف أقل، وسرعة أعلى. 

وعمل مبرمجي ايرثلنك على ابتكار حل استثنائي للقمر الصناعي المستأجر الذي كان ينحرف عن مساره بشكل مستمر. إذ برمجوا صحن استلام البث المثبت في مقر الشركة في بغداد؛ ليتحرك بشكل تلقائي ويتبع حركة القمر الصناعي. 

الإنترنت عبر الكابل الضوئي

كانت شركة ايرثلنك من أولى الشركات التي قامت بإدخال السعات الدولية عبر الكابل الضوئي، حيث قامت ايرثلنك  باستثمار المسار الغربي للعراق وإعادة تأهيل هذا المسار المتروك من زمن النظام السابق وربط أجهزة حديثة وتشغيله لإمرار السعات الدولية من الأردن عبر منفذ طريبيل وإيصالها إلى بغداد.

ايرثلنك تعاقدت مع شركة ريلاينس العالمية لتوفير أول مصدر إنترنت بحري في العراق 

إن شركة ايرثلنك سباقة دائمًا لاستخدام التقنيات الحديثة، ففي الوقت الذي كان فيه العالم يستخدم الكوابل البحرية والضوئية كان العراق يفتقر لوجود هذه البنية التحتية، فقامت شركة ايرثلنك باغتنام أول فرصة استثمارية على الكوابل البحرية، فوقعت ايرثلنك عقدًا مع وزارة الاتصالات العراقية، وشركة Reliance العالمية لشراء سعات الإنترنت الدولية عبر الكابل البحري فالكون، فكانت هذه مرحلة أخرى من زيادة السعات وزيادة الاستقرارية للمستخدمين مع بقاء  نفسها للمستخدم النهائي. 

المشروع الوطني للإنترنت: أحد أكبر المشاريع الاستثمارية في العراق

هذه من أهم المحطات التي مرت على مراحل تطور خدمة إنترنت في العراق، فلولا إكمال إنشاء وتشغيل المشروع الوطني في هذا الوقت لما استطاع المستخدم العراقي الحصول على خدمة إنترنت تعادل ما يحصل عليه الآن ولا حتى  بنسبة 10% منها، حيث أشارت تقارير ايرثلنك إلى أن البنى التحتية للإنترنت لن تتمكن من الصمود أمام الزيادة المستمرة في أعداد مستخدمي الإنترنت في العراق، ورغم كل الصعاب التي واجهت عملية إنشاء المشروع الوطني وفي الوقت الذي كان فيه العراق يواجه خطر عصابات داعش الإرهابية، إلا أن ايرثلنك نجحت ب تشغيل المشروع الوطني في مدة زمنية  قياسية. 

ومن الجدير بالذكر أن شركة ايرثلنك قد استخدمت أحدث التقنيات العالمية لإنشاء هذا المشروع والذي يعتبر من أكبر المشاريع التي قامت شركة سسكو العالمية (Cisco) بتجهيزه بتقنية DWDM.

وتعمل ايرثلنك اليوم على تطبيق المرحلة الثانية من المشروع الوطني وهي مرحلة الكابل الضوئي للمنازل FTTH بعد استحصال الموافقات الحكومية المطلوبة، إذ ستمد كابلات ضوئية تربط بين البدالات الرئيسة للمشروع الوطني والبدالات الفرعية وصولا إلى منازل المواطنين، ومرورًا بكابينات الإنترنت الموزعة في المناطق السكنية. 

الشركة العراقية الأكبر والأسرع نموًا

اعتمدت مجلة International Finance في تقييمها لشركات الاتصالات العاملة في العراق على سنين تأسيس كل منها مقارنة بمقدار انتشارها في محافظات ومدن العراق، وإيصالها لخدمات الإنترنت لأبعد نقطة.

واحتلت ايرثلنك المرتبة الأولى بين شركات الاتصالات العاملة في العراق لما حققته طوال الخمس عشرة سنة الماضية من انتشار سريع، ما كان من الممكن أن يتحقق لولا الحلول الريادية التي قدمتها، مدفوعة بمساعيها لتوفير الإنترنت في عموم العراق، واستثمارها المستمر لتوسيع شبكة الإنترنت وشمول مناطق جديدة بالتغطية. 

يذكر أن أعمال ايرثلنك تجري على قدم وساق لتطوير البنى التحتية للإنترنت في المحافظات الشمالية والجنوبية وكذلك الشبكات البينية في جميع المحافظات، وشمول مناطق جديدة لا تصل إليها شبكة البنى التحتية الحكومية، وباقي شركات الاتصالات العاملة في العراق.