منذ نشوء الخليقة؛ بدأ البشر بالاستكشاف الذاتي لمهاراتهم، ومدى قدرتهم على الإنتاج، وأبدعوا في شتى المجالات الصناعية، والزراعية، والصحية، ومع مرور الوقت قاد التطور الحاصل في طرق الإنتاج، وأسلوب التفكير إلى إيجاد اختراعات انتهت بالروبوتات.

ساهمت الروبوتات في تقليل الجهد البشري، ووفرت الوقت أيضًا؛ سعيًا لفسح المجال أمام الإبداع في التفكير للبشر في خلق المزيد من الابتكارات.

الروبوتات أقل أجرًا من اليد العاملة البشرية

إن التقدم الحاصل في عالم التكنولوجيا أتاح للبشر إدخال العقل الصناعي ضمن العديد من المجالات. فبعد أن أصبحت عمليات الإنتاج تتطلب خطوات، ومراحل صعبة، ومعقدة؛ أصبح من الضروري زيادة الاعتماد على العقل الصناعي بنسبة أكبر؛ سعيًا لزيادة الجودة، والكمية. 

على سبيل المثال؛ في الوقت الماضي كانت جميع الأعمال المتعلقة بتركيب قطع الهيكل الخارجي في مجال صناعة الطائرات، والتغليف، واللحام لأجزاء الطائرة؛ مع تثبيت المقاعد، والمحركات؛ كانت تتم بشكل يدوي، وتصنف كأعمال بشرية؛ لكن الوضع تغير بعد زيادة التنقل والسفر، إذ أصبحت الحاجة ملحة لزيادة الإنتاج. 

لذا في وقتنا الحالي؛ بدأت الروبوتات بالاستحواذ على أغلب هذه الأعمال؛ ولكن تحت إشراف بشري مما يرفع الإنتاج، ويقلص الوقت، ويقلل الكلف.

الروبوتات المؤتمتة تتسلم المهام البشرية

مع ازدياد قوة الروبوتات، وقدرة الذكاء الصناعي التي أصبحنا نراها في أغلب مجالات الحياة، ولاسيما الحياة اليومية. ففي المجال الإنساني يدخل العقل الصناعي في تكوين أغلب الأدوات، والأجهزة الطبية التي تساهم في إنقاذ البشرية.

أما في مجال النقل والحركة فإن صناعة وسائل النقل الجوي، والمكائن، والمعدات الثقيلة تتم حاليًا بالتعاون بين الروبوتات، وبإشراف بشري، ويدخل العقل الصناعي أيضا في أنظمة التشغيل.

إن أكبر مساهمة للعقل الصناعي نجدها في المجال المصرفي؛ حيث وفرت آلات الصرف، وبطاقات التعبئة الكثير من خطوات العمل، والوقت للمصرفيين. ومع تطور أنظمة العقل الصناعي من المتوقع زيادة أعداد الروبوتات في مجال سوق العمل والحياة اليومية أيضًا.

دور الروبوتات في جائحة كورونا

كانت للروبوتات مساهمة كبيرة في أزمة كورونا؛ إذ توفرت في بعض مستشفيات إيطاليا روبوتات ذكية، لها القدرة على تقديم وجبات الطعام، وقياس درجة حرارة المريض في مراكز الحجر الصحي؛ تحقيقًا للتباعد الاجتماعي؛ ضمانًا لسلامة الكوادر الطبية، والابتعاد أكبر قدر ممكن عن الملامسة للمصابين.

أما عن تعقيم الروبوتات فكانت تتم بشكل دقيق، وبواسطة الأشعة فوق البنفسجية، والروبوتات نفسها كانت تتحرك بشكل مستقل لتطهير أروقة المستشفى وغرف المصابين.

في الوقت الحاضر، العمل مستمر على تطوير قدرات الروبوتات، لأداء مهام طبية أكثر تعقيدًا، أشبه بمساعدة الطبيب، أو الممرض.

هل تبادل الروبوتات المشاعر للإنسان؟

مع كل المميزات، والقدرات العالية لعقل الروبوت الصناعي؛ لا يجب أن ننسى أن الروبوت لا يملك الوعي الذاتي، أو المشاعر، ويتوجب برمجته وتطوير قدراته الاستيعابية؛ ليتلاءم مع جميع ظروف البيئة المحيطة، والمتغيرة يوميًا، وباستمرار. 

في مقابل نجاح العقل الصناعي في العديد من مجالات الحياة التي تم ذكرها في الفقرات السابقة؛ يتبين لنا عدم نجاح تجربته في مجالات أخرى.

على سبيل المثال في ولاية أريزونا، حصلت بعض الحوادث بسبب وايمو_Waymo؛ السيارة الذاتية القيادة والتابعة لـ Google؛ فبعد نجاح تجربتها من ناحية القيادة، وتطبيقها لقوانين المرور؛ لم يكن بالحسبان أن تتوقف وايمو بشكل مفاجئ في منتصف الطريق، وقد صرحت Google بأن ماحدث هو خلل فني مفاجئ في العقل الصناعي، ونادر الحدوث؛ ولكن هذا ما يؤكد لنا انعدام الوعي الذاتي لدى الروبوت أو العقل الصناعي؛ وعدم ملائمته ذاتيًا للبيئة المحيطة.