التأثير هو الأداة الرئيسية لدفع الناس نحو فعل ما تريد منهم. ففي بيئة العمل سواء كنت تتعامل مع أقرانك الموظفين، أو مع من يعملون لديك، فأنت تحتاج لدفعهم للقيام بما تريد، لمصلحة العمل، ولكن: دون أن تكون عدائياً ومتطلباً.
ببساطة لتكن روحك كريمة. إذا كنتَ تريد من الآخرين أن يمنحوك شيئًا بودٍّ فعليك أن تمنحهم، شيئًا بود أيضًا. لا نتكلم هنا عن تبادل المنفعة أي أن تقدم خدمة مقابل خدمة أخرى؛ بل عن فعل العطاء العفوي من دون مقابل.
وجدت الدراسات إن الأشخاص يستجيبون بشكل أفضل للأشخاص الذين يقدمون لهم خدمة دون مقابل؛ لذلك بادرْ لمساعدة زملائك دائمًا، كأن تدعوهم للطعام أو أن تبادلهم الهدايا بين الحين والآخر. هذه التفاصيل الصغيرة لا تساهم فقط في بناء ارتباط إيجابي لك داخل عقولهم؛ بل ويولّد لديهم أحساسًا لا شعوري بالذنب لأنهم لم يقدموا لك شيئًا بالمقابل؛ وبالنتيجة سرعان ما سيستثمر هؤلاء الأشخاص أقرب فرصة لرد الجميل إليك.
الأشخاص مستعدون لاستثمار مزيد من المال والوقت في الأشياء التي استثمروا فيها بالفعل. كثيرٌ من طلاب الكلية يغيرون تخصصهم الدراسي في بداية المرحلة الأولى وشبه مستحيل أن يقوموا بهذا الشيء في المرحلة الثالثة أو ما بعدها. من الصعب للأشخاص ترك التخصص أو العمل الذي قضوا فترة طويلة لبنائه في حال اكتشافهم أنه طريق مسدود؛ لذلك قد يبقى الشخص يسير في درب أو تخصص رغم إدراكه أنه شيء غير منطقي؛ سبب ذلك هو أن البشر يكرهون الاعتراف بالخطأ، وتهديم ما بذلوا جهدًا في بنائه. فضلًا عن أن قضاءنا فترة من الزمن في بناء هذه الأشياء، تجعلها جزءً من هويتنا التي نظهرها للملأ؛ ولذلك فمن الصعب جدًا التخلي عنها، حتى لا نبدو متلونين ومتغيرين بشكل مستمر.
إذا أردت أن تدفع الأشخاص من حولك نحو القيام بعمل مهم؛ قم في البداية بدفعهم نحو عمل أشياء صغيرة، ولمدة من الزمن لكي تتملكهم رغبة القيام بهذا العمل وبأفضل طريقة ممكنة. كل ذلك وهم يحسون بأنهم يقومون بشيء لصالحهم؛ لأن هذا المشروع يصبح جزءاً من شخصيتهم التي يريدون أن تبدو بأفضل حُلة.
تستخدم الكثير من العروض الكوميدية ضحكات مسجلة، أو حتى جمهور حي للضحك في الأوقات المحددة. إن هذه الممارسة الرائجة ليست وليدة العبث؛ بل تلعب على وتر حساس للفرد البشري وهو البحث عن التوكيد. البشر يبحثون عن التوكيد بشكل فطري، وبالخصوص من أقرانهم سواء في الوظيفة، أو الوضع الاجتماعي وغيره؛ لذلك إذا كنت تملك فكرة ما وتريد عرضها على مجموعة من الموظفين، أو الناس حاول أن تتأكد أن أحدهم يوافق على فكرتك أو يدعمها قبل العرض. إن امتلاك عدد من الأصوات التي تدعم فكرتك داخل المجموعة سيوفر مساحة آمنة للآخرين للوثوق بفكرتك وأخذها بشكل جدي أكثر.
قد تبدو هذه الفكرة بسيطة لكن قوتها تكمن في بساطتها هذه. إذ أن الأشخاص مستعدين لفعل الكثير لصالح الأشخاص الذين يحبونهم. لذلك حاول أن تكن محبوبًا. اعثرْ على عامل مشترك بينك وبين زملائك سواء كان الكتب أو الأفلام أو الرياضة أو غيرها فالأشخاص يثقون بالأشخاص الذين يشاركونهم نفس الاهتمامات. إحدى طرق بناء الألفة مع المقابل هي المدح. لكن أحذر من المديح خارج محله؛ لأن المقابل سيفترض أنك متملق، لذا حافظ على وضعه في موضعه ولا تكثر منه.
في دراسة اجتماعية قام شخص بادعاء كونه طبيبًا وبدأ بإعطاء مجموعة من الممرضات عددًا من الأوامر حول رعاية المرضى وللمفاجأة امتثلت الغالبية العظمى من الممرضات لأوامره. أن سبب هذه الحادثة بسيط جدًا، إنه يبدو محل ثقة. حاول أن تكون مصدر ثقة وسلطة في موضعك؛ واستعرض شهاداتك، وإنجازاتك، وخبراتك أمام الملأ، لكي يعرف المقابل أنك خبير في الموضوع الذي تتكلم فيه. يمكنك كذلك أن تؤكد خبرتك في الحياة، عن طريق إلقاء بضع التعليقات المسلية حول أشياء قديمة أو تخصصية لكي يدرك المقابل عمق معرفتك وسعتها.
الألماس ليس نادرًا كما يعتقد الكثيرون. بل إن سبب ارتفاع سعر الألماس هو وهم الندرة. إذ في الواقع إن الألماس متوفر وبكثرة، لكن أغلبه مملوك من شركة واحدة، ولكي تحافظ على قيمته، لا تطرح مخزونها في السوق بشكل كامل؛ بل تطرح نسبةً ضئيلة جدًا منه؛ لخلق الندرة الوهمية؛ التي تدفع الناس نحو شرائه بأرقام طائلة والسبب هو التلاعب على وتر امتلاك شيء لا يملكه غيرنا.
تتمثل هذه النقطة من استراتيجيات التأثير في الاعلانات من قبيل (الكمية محدودة) أو (عرض لمدة زمنية محددة). إذ تحصل هذه الإعلانات على الكثير من الإقبال؛ لأن هذا الشيء يدفع المشتري نحو التصرف بسرعة خوفاً من نفاد الكمية، وانتهاء فرصته الوحيدة في الحصول على المنتج المعروض؛ لذلك إذا حاولت أن تدفع موظفيك نحو تدريب أو مشروع معين، استخدم الندرة وأخبرهم إن العرض محدود، ويشملهم هم فقط. هذا الشيء يخلق إحساساً بالتفوق وشعوراً بأنهم من الخيرة المتفوقة التي ستشارك في هذه الفعالية، بالإضافة لدفعهم لاغتنام الفرصة قبل فوات الأوان.
إن بعض هذه الاستراتيجيات قد تلعب على الوتر الحساس ما بين التأثير والتلاعب؛ لذلك معرفتها لن تساعدك فقط في التأثير بشكل إيجابي بمن حولك؛ بل ستساعدك أيضاً في فهم الطرق التي قد يتبعها الآخرون للتلاعب بك، ودفعك نحو القيام بأشياء لا تريدها. لذا فإن معرفة واستخدام استراتيجيات التأثير السبع سيسهم في تحسين أساليب التفاوض والطلب لديك، إضافةً إلى خلق بيئة عمل تعاونية وودية من حولك.
ابق على اطلاع بأخبار ومقالات EarthLink
جميع الحقوق محفوظة لـ ايرثلنك © 2024
عربي | ||
English | ||
EarthLink is a Home User app and Reseller App is an app for resellers to keep a track on their business.
يتطلب التقديم لإنشاء برج جديد من ايرثلنك ارسال طلب يحتوي على الموقع الجغرافي المقترح للبرج بصيغة KML لتتمكن فرقنا التقنية من معرفة ودراسة الموقع. ولتحصل على الموقع بهذه الصيغة بإمكانك استخدام خرائط google بعد تسجيل بإستخدام حسابك الشخصي من Gmail. وقم بفتح “خرائط Google” ثم انتقل الى القائمة بالضغط على المربع بجوار مربع البحث “ابحث في خرائط Google” واضغط على “أماكنك المفضلة” في القائمة التي ستظهر.
في القائمة الجديدة التي ستظهر انتقل من “مصنف” الى “الخرائط” بالضغط على الكلمة،
ثم اختر “انشاء خريطة” الموجودة في اسفل القائمة. سيقوم الموقع بتحويلك الى صفحة
جديدة، قم بالبحث عن موقع البرج في الخارطة وتحديده. بإمكانك استعمال “إضافة علامة” الموجودة في اعلى الصفحة لتحديد الموقع وتسمية العلامة ثم حفظها.
الان، يمكنك حفظ الخريطة بصيغة KML بالتوجه الى النقاط الثلاثة المقابلة لعنوان الخريطة في النافذة البيضاء اعلى الصفحة، واختيار “تصدير الى ملف KML” قم بوضع علامة صح امام مربع ” تصدير الى ملف KML(لدعم كامل للرموز، استخدم KMZ) ثم اضغط على تنزيل. وقم بإرفاق الملف الذي تم تحميله مع طلب انشاء البرج.