التواصل البشري ركن أساسي في حياة الناس بصورة عامة، ومن خلاله نستطيع معرفة ما يريده المقابل وكيف بإمكاننا التعامل معه وما نريد التعبير عنه.

لغة الجسد في عملية التواصل هذه يمكن اعتبارها هيكلاً لهذه العملية، وهي تعبّرعن مشاعرنا الحقيقية التي لانريد البوح بها إلا إذا كنا نستطيع أن نخفيها من خلال السيطرة على حركة الجسد وتعابير الوجه، الأمر الذي يساعد على إعطاء الشخص المقابل الشعور بالثقة والمصداقية او العكس. في دراسة اثبتت ان لغة الجسد تعتمد بحوالي 60% الى 65% من عملية التواصل لذلك فهمها وتحليلها من أساسيات التواصل و تغنيك عن الكثير من الجهد الذي تبذله لمحاولة إيصال فكرة ما. 

لغة الجسد و الانطباع الأول

الانطباع الأول هو التعريف الذي نعرّف به أنفسنا للناس الذين نلتقيهم لأول مرة وحسب نوعية اللقاء، اذا كان لقاءَ عملٍ أو لقاءً عادياً أو جلسة تفاوضية، وهنا الانطباع الأول يعطي دلالة كبيرة على من نحن. وتأخذ لغة الجسد أهمية بالغة في هذه العملية بصورة خاصة وفي عملية التواصل بصورة عامة وتعابير وجه المتحدث يمكن أن تعبّر ما إذا كان هذا الشخص يستحق الثقة والمصداقية ام لا. في أغلب الوقت عندما نندمج في الحوار لا نعطي اهتماماً كافيًا او ننسى استخدام لغة الجسد التي تبقي الجمهور على اتصال معك ومهتمين لما تقول.

لغة الجسد وبيئة العمل

عندما تتمكن من قراءة  إشارات لغة الجسد، فإن  الرسالة التي تحاول إيصالها للمتحدث ستصبح سهلة جدًا. وتمتلك – حينها – القدرة على معرفة ردود الأفعال لأي فكرة أو رأي، فمن تعابير وجوههم تتمكن من تهيئة لغة جسدك عند مخاطبة احد ما بصورة منظمة أكثر وتعطي المقابل انطباعًا ايجابيًا عن الموضوع الذي تود طرحه.

إذا كان من حولك يبدون عدم الاهتمام لما تقول يمكنك شد انتباههم عن طريق الأسئلة التفاعلية. لغة الجسد تجعل فكرتك اكثر وضوحاً وتعطي لكلامك موثوقية أكثر وتساعدك على بناء مصداقية أكثر بالنسبة للمستمعين.

تعد لغة الجسد من العمليات التي يصعب التنبؤ بها إذ أنها عملية معقدة ومن الضروري الأخذ بالاعتبار الكثير من الأمور، طبيعة الشخص المتحدث والعوامل الاجتماعية واختلاف الثقافات أذ تختلف التعبيرات والانفعالات من شخص لآخر.