لا شك أنك قضيت الأشهر الماضية في الحجر الصحي المنزلي إسوةً بمعظم سكان العالم جراء تفشي جائحة الفايروس التاجي. وشعرت وكأنك منفي في جزيرة نائية جراء بقائك المستمر في المنزل وانقطاعك عن العالم. ثم استعنت بالإنترنت؛ الشبكة التي حولت قارات العالم وجزره إلى قرية صغيرة.

ولهذا السبب؛ لا شك أنك قضيت وقتًا لا بأس به في تصفح الإنترنت أثناء الحجر الصحي، كما فعل 4.57 مليار مستخدم حول العالم.⁽¹⁾ فكيف أثر الفايروس التاجي على جودة خدمات الإنترنت التي تقدمها الشركات حول العالم؟

هل أثر فايروس كورونا على رئة الاتصالات؛ الإنترنت؟

ازداد استخدام الإنترنت بعد الظهور السريع لـ COVID-19، فاستعاض العالم خلال فترة الحجر الصحي عن الحوارات المباشرة بالاتصالات الفيديوية عبر الإنترنت بالاعتماد على التطبيقات المختلفة مثل Zoom و Skype، وCisco Webex وJitsi وغيرها من التطبيقات الأخرى. واعتمدت بيئة الأعمال على الإنترنت بشكل كبير في التواصل بين كوادرها أثناء أدائهم لمهامهم  من المنزل. فضلاً عن استخدام الإنترنت كوسيلة أساسية للترفيه بعد أن أغلقت صالات السينما، والمطاعم، والمقاهي، وباقي المواقع الترفيهية.

ويشير التقرير الذي أعدته cloudflare إلى زيادة مطردة في استخدام العالم للإنترنت في خمسة من دول العالم المتقدم التي أجريت فيها الدراسة، وهي: أمريكا، وفرنسا، وايطاليا، واسبانيا، والبرتغال. ⁽²⁾

وتشير البيانات الحديثة التي شاركتها Cloudflare وRecode إلى أن استخدام العالم للإنترنت في تزايد مستمر. إذ يبلغ استخدام الإنترنت الذروة وقت المساء، حين يبحث الناس عن الوسائل الترفيهية مثل مشاهدة الأفلام بدقة عالية، أو استخدام ألعاب الفيديو. وحتى عندما ينخفض الاستخدام في منتصف الليل، فإنه لا ينخفض كما كان ينخفض قبل ظهور الفايروس التاجي. ⁽³⁾

حركة مرور الإنترنت في العراق

يقدم موقع Ookla المختص بفحص سرعة الإنترنت  تقريرًا تحدث بياناته يوميًا يعرض  متوسط ​​سرعة الإنترنت (الثابت والمحمول) في بلدان العالم كافة. ويشير التقرير إلى إرتفاع ملحوظ في سرعة خدمات الإنترنت الثابت في العراق. إذ بلغت نسبة الارتفاع 36%.

ويبين التقرير أن سرعة تنزيل النطاق الترددي الثابت في العراق في تزايد مستمر عند مقارنة الأسابيع الأربعة الماضية من شهري أيار ونيسان مع الأسابيع التي سبقتها. والتي شهدت تشديد فرض حظر التجوال في المنازل. بينما انخفضت سرعة تنزيل الإنترنت المقدمة من شركات الهاتف المحمول خلال الأسبوع الأخير.⁽⁴⁾

أي الاستخدامات أثرت على شبكة الإنترنت بشكل أكبر؟

أجرت Hootsuite  وWe are social دراسة في مجموعة من الدول حول العالم، لمعرفة التغيرات التي طرأت على استخدام الإنترنت بعد تفشي الفايروس التاجي. 

وبينت الدراسة إلى أن مشاهدة الأفلام والمسلسلات ارتفعت بنسبة 57%. بينما ازداد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 47%. يلي ذلك ارتفاع في استخدام تطبيقات المراسلة بنسبة 46%. 

أما عن الاستماع إلى الموسيقى فقد ارتفع أيضًا بنسبة 39%. وارتفع استخدام تطبيقات الهاتف بنسبة 36%. كما أن استخدام الألعاب ازداد بدوره وبنسبة 35%. وارتفعت أيضًا نسبة نشر مقاطع الفيديو إلى 15%. ⁽⁵⁾