تتتجه الكثير من المدن حول العالم لتغيير مدنها من المدن التقليدية العادية إلى المدن الذكية، التي تهدف لتوفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للإبداع والتعلم تسهم في بناء بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة. تعرف المدن الذكية ايضاً بالمدن الرقمية او المدن الايكولوجية، حيث تختلف أهدافها وفقاً لما يختاره المسؤولون عن تطويرها.

المدن الذكية والإتصالات

تعتمد المدن الذكية بشكل رئيسي على البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، وأهم ما يميز هذه المدن هو اهتمامها وتركيزها على الإنسان. فهو محور هذه الحضارة الجديدة، حيث تستطيع هذه المدن الاستجابة للظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المتغيرة بخلاف المدن التقليدية. على الرغم من اختلاف المدن الذكية وأغراضها فإنها جميعاً تتشارك في ثلاث سمات رئيسة: البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات, الإطار الإداري المتكامل المحدد بعناية للمدن الذكية وأن يتمتع المستخدمون بالمهارات التقنية المطلوبة، التي تتيح لهم التعامل مع الخدمات الذكية وتحقيق أكبر استفادة ممكنة منها.

نماذج لمدن ذكية في العالم 

مدينة برشلونة الاسبانية من أوائل المدن الكبرى التي أصبحت من المدن الذكية. ساهم الاستعمال الناجح والمبتكر لأنظمة التكنولوجيا الذكية الى توفير كبير في استخدام الطاقة، وتقليص انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون؛ لتؤكد على أن النجاح الاقتصادي والسياحي لا يمكن أن يتحقق الا بوجود بيئة نظيفة. وبالفعل في الوقت الذي استخدمت فيه الأنظمة الذكية في المدينة انتعش الاقتصاد والصناعة والسياحة، الأمر الذي أدى إلى تحسين جودة الحياة. وخاصة أوضاع المسنين إذ أن هناك الكثير من الأدوات الذكية التي تساعدهم في التواصل مع أبنائهم واطبائهم وتذكرهم بمواعيد الادوية وهذا هو بالفعل معنى الاستدامة. شركة (سيسكو سيستمز) الشركة التي حولت مدينة برشلونة الى مدينة ذكية أكدت أنها استهدفت 12 مجالًا مختلفًا في المدينة تدار بواسطة 22 برنامجاً رئيسًا.

أما مدينة كوبنهاجن الدنماركية تهدف إلى تحسين حياة المواطنين. حيث يملكون الأدوات التي تساعدهم على إبلاغ السلطات عن أي مشكلة في اي مكان. تساهم هذه الأدوات لجعل الحركة المرورية أكثر انسيابية، وتبقي السائقين على اطلاع بمواقف السيارات الشاغرة والتوجه نحوها مباشرة؛ للتقليل من الزحامات المرورية، بالإضافة لوضع أجهزة استشعار في حاوية النفايات للإشارة لأنها ممتلئة.