بيئة العمل الداخلية وتأثيرها على أفراد المؤسسة

بيئة العمل

إن أعظم إنجاز للإنسان بعد صنعه للمبادئ، هو جعل تلك المبادئ أنظمةً ملموسة، وترجمتها لأفعال على أرض الواقع. وربما تبادر لأسماع كثير منّا مصطلح بيئة العمل الصحيّة، والسؤال هنا، ما الذي نعنيه بهذا المصطلح وكيف ينعكس على  الموظف والمؤسسة؟

بيئة العمل (Workplace Environment): ببساطة، إن بيئة العمل هي المكان الذي يمارس فيه الموظف عمله، إلا أن هذه البيئة تتأثر من حيث جودتها بمجموعة الأفعال التي يمارسها الأفراد فيها، والتي تتحول فيما بعد إلى روتينٍ يومي، يحدد من خلاله الجو العام للمؤسسة، وتُقاس من خلالها طبيعة التعاملات الداخلية للموظفين، وما إذا كانت سلبية أو إيجابية. وتلعب الثقافة المؤسسية دورًا رئيسًا في تشخيص بيئة العمل الداخلية.

لذا؛ فمفهوم البيئة الصحية لا يقتصر معناه على الصحة العضوية، أو الحالة المرضية للأشخاص فقط؛ إنما يتوسع المعنى ليشمل مفهومًا آخر فائق الأهمية، يهدف لتحقيق إيجابية في التعامل، وطرد طاقة الاستياء السلبية من محيط العمل.

عملي هو موعدي الغرامي!

يتساءل بعضنا، كيف يمكن تحقيق عبارة: «إن الإنسان الناجح يذهب إلى عمله وكأنه يذهب إلى موعدٍ غرامي(1)» بالطبع سيخطر في ذهنك الجواب الشائع «الأمر متعلق بالإدارة الجيدة وسياستها المتبعة» وبالفعل هذا صحيح، إذ أن دور السياسة المؤسسية في وضع الخطة العامة ضروري جدًا، لكن ثمة دور يلعبه الموظف أيضًا وهو لا يقل أهمية في إنجاح هذه العملية.

أهم معايير البيئة الصحية في العمل:

  • الطبيعة المكانية: وتتمثل بطاقة المكان، ومستوى الضوضاء، والنظافة، واختيار الألوان، والأشكال الهندسية داخل المؤسسة، ويشكل اهتمام المؤسسة بهذا الجانب فارقًا واضحًا في نفس الموظف.
  • طبيعة العمل: واحدة من أساسيات البيئة الجيدة هي التفاهم المهني بين الإداريين وموظفيهم، إذ يجب الأخذ بعين الاعتبار عدد المهام المطلوبة من الموظف، وطبيعة العمل، وهل هذه المهام أساسية وتتوافق مع أهداف المؤسسة؛ لأن الاستنزاف الخاطئ للموظف يمكن أن يضعف من إنتاجيته المستقبلية.
  • تنوع الموارد البشرية: كطبيعة إنسانية، يختلف الأشخاص باختلاف منشأهم، والظروف التي وجدوا أنفسهم عليها، فأن تقبل الآخر وتجاوز المشكلات بدبلوماسية، وأخذ الاختلاف الفكري للأشخاص سببًا لتقبلهم؛ وتعد مهارة تواصل تميّز الموظف.
  • الثقافة المؤسسية: تعد الثقافة المؤسسية حجر الأساس، الذي يُشيد عليه الأعمدة المتمثلة بالأفراد. فهي مكونة من قيم المؤسسة وأخلاقيات العمل فيها ورؤيتها ورسالتها وسلوك الموظفين في بيئة العمل فيها، إن ثقافة المؤسسة هي ما يجعل من هذه المؤسسة حالة فريدة من نوعها، وتخلق هويتها التي تترجم بعد ذلك إلى صورة المؤسسة أمام جمهورها.

نصائح لإنشاء بيئتك الخاصة

إن مسؤولية تحقيق البيئة الإيجابية تقع على عاتق طرفين أساسيين داخل العملية الإنتاجية، وتتحدد من المؤسسة، ليتّبعها الموظفون كمعيار ثابت في جميع التعاملات:

المؤسسة (مُحددةُ السلوك):

  • تشريع القوانين: إن وضع قوانين تُلزم الموظف داخل المؤسسة، تعد جزءًا مهمًا يحدد سلوكه في جميع تعاملاته مع الأفراد، وتضمن العدالة والمساواة.
  • المصداقية: وهي ضرورية لكسب ثقة الموظفين، من خلال التقييم المبني على الشفافية، والالتزام بالوفاء بالوعود، والاعتراف  بالدور الذي أحرزه الموظف في إنجاح المؤسسة.
  • الاحترام: ترجمة الاحترام لدى الموظف هو بتقديم الدعم المستمر، الذي توفره المؤسسة وإدارتها من خلال الفرص التدريبية وتثمين الإنجازات الوظيفية.
  • العدالة: هي الأداة التي يقيس بها الموظف جميع الممارسات والسياسات المتبعة من المؤسسة، وتمثل تقييم مدى المساواة، والحيادية، والإنصاف الذي يجده الموظفون في بيئة العمل.
  • الفرص والإنذار: إن احتواء الموظف السلبي من خلال تدريبه، ومنحه فرصة التحسين من سلوكه أمر ضروري جدًا؛ قبل  أن تضطر المؤسسة لاتباع الإجراءات الحازمة معه، لأنه تلك الإجراءات قد تضعف البيئة الإنتاجية المحيطة بالفريق إذا لم تستخدم بحذر وعناية، ويؤثر على جودة الموظف الجيد.
  • التواصل: التواصل المباشر مع الموظف وإعلامه بما يتطلب منه لإنجاح المؤسسة يحقق التفاهم، مما ينعكس على المصلحة العامة.

الموظف (مُنفذ السلوك):

  • السلوك المهني: لكي يكون الموظف المثالي ذو التقييم الممتاز؛ عليك أن تتحلى بالسلوك الذي يعكس مكارم الأخلاق، وأن تتبع أخلاقيات العمل المؤسساتي التي يتطلبها المكان الذي تنتمي إليه.
  • الشائعات: احذر من الشائعات السائدة، ولا تساهم فيها، فإنها تؤثر سلبًا على العلاقات داخل بيئة العمل.
  • التواصل: اندماجك مع شخصيات مختلفة داخل المؤسسة يعمل على تحفيز الأجواء المفعمة بالودّ والإيجابية.
  • مبدأ السؤال: اسأل الآخرين عن حاجاتهم واقترح عليهم المساعدة واشكرهم، ولا تتردد بالاعتذار عن الخطأ إذا تطلب الأمر.
  • التماس الأعذار: كي تتمكن من العمل داخل إطار وظيفي مريح؛ اتبع مبدأ عدم شخصنة الخلافات، وقدم التنازلات الممكنة للآخرين، ذلك لن يضعف من موقفك المهني، بل يساعد في خلق بيئة إيجابية لك.
  • مناقشة المشكلات: إن تبادل الحديث عن السلبيات، ومناقشة الخلافات داخل العمل؛ تتيح لك فرصة فهم نقاط الضعف وتحسينها؛ لتتصدى لأي حدثٍ سلبي ممكن أن يهدد البيئة المحيطة بك.

اخبار الأكثر شيوعًا المشاريع الخيرية بيئة العمل تكنولوجيا
مارس ۲۷، ۲۰۲۱
Share

بحث عن مقالة

أحدث المقالات

أسرع خدمة إنترنت في العراق تنطلق في النجف الأشرف

احتفلت كواد...

اقرأ المزيد

المشروع الوطني للإنترنت يطلق أول خدمة إنترنت عبر الكابل الضوئي في السماوة

أ...

اقرأ المزيد

جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق من حصة ايرثلنك

حصلت ايرثلن...

اقرأ المزيد

ايرثلنك تحصد جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق

منحت ...

اقرأ المزيد

ايرثلنك للاتصالات والإنترنت تتصدر باقي المجهزين وتحصد جائزة الأسرع نموًا

قدمت مجل...

اقرأ المزيد

الأرشيف

المقال السابق

ايرثلنك تُنظم الورشة التدريبية الثانية لوكلاء محافظة بغداد

المقال التالي

هل تطمح لأن تصبح الموظف المثالي؟

مقالات ذات صلة

ابق على اطلاع بأخبار ومقالات EarthLink

Welcome to the EarthLink

Please choose which type of user you are, so we can provide you with the best service.

Scroll to top