الجاحظ في 400 كلمة

الجاحظ

الجاحظ واحد من أعلام الأدباء والكتّاب في العصر العباسي.

ولد الجاحظ في البصرة، ويرجّح أغلب المؤرخين أن تاريخ ولادته كان عام 159م. لُقِّبَ بـ”الحدقي”، لوجود نتوء واضح في حدقيته و لجحوظ عينيه، ولكن هذا اللقب كان أقل شيوعًا وشهرة من لقب “الجاحظ”. لم يرغب بكل هذه الألقاب، بل كان يفضل أن يناديه الناس باسمه “عمرو” أو كنيته “أبو عثمان”. إلا أنه عندما ذاع صيته لم يمانع استخدام لقب “الجاحظ”  

لأنه أصبح لقب الشهرة بالنسبة له.

الجاحظ ومسيرته العلمية

قضى الجاحظ حياته في البصرة فقيراً يتيماً لكنه كان شغوفاً بالعلم ومحباً للقراءة حيث كان يستأجر المكتبات ودكاكين الوراقين يقضي فيها الليل ليقرأ ما فيها، وكان من النوادر مشاهدته وهو لا يحمل كتاباً في يده، فقد كان عصامياً يعمل ويدرس في آن واحد، صبوراً في طلب العلم.

ساهمت نشأته في مدينة البصرة إسهاماً كبيراً في شخصيته وعقليته وطريقة تفكيره خصوصاً، وأن الوقت الذي عاشه كان العصر الذهبي لازدهار العلوم والاهتمام بالعلم والثقافة وتطور حركات الترجمة حيث كانت البصرة آنذاك قبلة لطلبة العلم من كافة البلدان العربية. لم يختص الجاحظ في دراسة حقل معين من علوم عصره المعروفة فدرس السياسة والاقتصاد والأدب والمنطق والفلسفة والرياضيات والطب والجغرافية والتاريخ والموسيقى والبيئة وكتب في المدن والأمطار وجوهر الأرض وعن الحب والجواري والغلمان وكان متمكناً في كل هذه المجالات. 

الجاحظ ونتاجه الأدبي والفكري

يعتبر الجاحظ واحد من أغزر المؤلفين والكتاب حيث ترك موروثاً فكرياً ضخماً وهائلاً، يقدر بحوالي 360 بين كتب ورسالة ومبحث، في مواضيع وعلوم متنوعة، أهم تلك المؤلفات  (البيان والتبيين)، (الحيوان)، (البخلاء)، (التاج في أخلاق الملوك)، وغيرها العشرات.

للجاحظ  الكثير من الآراء والأفكار في علوم الرياضيات والفيزياء، التي يعتبرها أغلب علماء التكنولوجيا حجر الأساس لهذا العلم. لكن لسوء الحظ لم يصلنا منها إلا القليل.

لم يكن الجاحظ شخصية عادية أو استثنائية بل كان موسوعة تمشي على الأرض وكتبه هي دائرة المعرفة لزمانه، لأنه كتب في كل شيء تقريباً. رفع لواء العقل والمنطق والرجاحة، ورفض من أطلق عليهم تسمية “النقليين” الذين يلغون عقولهم امام ما يسمعون أو يقرأون. في الوقت الذين كان أغلب الفلاسفة يقفون أمام أرسطو وقفة التلميذ المصدق لكل ما يقوله الأستاذ فإنه وقف أمام أرسطو عقلاً لعقل يقبل منه مايقبله عقله ويرد عليه ما يرفضه عقله، حتى أنه في كتابه (الحيوان) نعته بـ”صاحب المنطق” وسخر منه. كان الجاحظ يؤمن بأهمية الشك الذي يؤدي إلى اليقين عن طريق التجربة حتى أنه كان يسأل أرباب الحِرَف ليتأكد من دقة كل معلومة قبل أن يضعها في كتابه.

في كتابه (سيرة أعلام النبلاء) يروي شمس الدين الذهبي الحادثة الشهيرة لوفاة الأديب حيث سقطت عليه مكتبته التي أفنى عمره في أخذ العلم منها، شاءت الاقدار ان تكون الكتب التي صنعت الجاحظ وصنعها هي السبب في أخذ حياته أيضاً.

يبقى الجاحظ اعجوبة زمانه و الأزمنة التي تلته وتبقى سيرته خالدة الى الأبد. واحدة من أجمل أقواله (إني لا أعلم شجرة أطول عمراً ولا أطيب ثمراً ولا أقرب مجتنى من الكتاب)

اخبار الأكثر شيوعًا المشاريع الخيرية بيئة العمل تكنولوجيا
مارس ۱۰، ۲۰۲۲
Share

بحث عن مقالة

أحدث المقالات

أسرع خدمة إنترنت في العراق تنطلق في النجف الأشرف

احتفلت كواد...

اقرأ المزيد

المشروع الوطني للإنترنت يطلق أول خدمة إنترنت عبر الكابل الضوئي في السماوة

أ...

اقرأ المزيد

جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق من حصة ايرثلنك

حصلت ايرثلن...

اقرأ المزيد

ايرثلنك تحصد جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق

منحت ...

اقرأ المزيد

ايرثلنك للاتصالات والإنترنت تتصدر باقي المجهزين وتحصد جائزة الأسرع نموًا

قدمت مجل...

اقرأ المزيد

الأرشيف

المقال السابق

حافظ على خصوصيتك و تصفح عبر الإنترنت بأمان

المقال التالي

6 عوامل لاستحداث شغف الموظف في بيئة عمله

مقالات ذات صلة

ابق على اطلاع بأخبار ومقالات EarthLink

Welcome to the EarthLink

Please choose which type of user you are, so we can provide you with the best service.

Scroll to top