من هم لصوص الأفكار؟ وكيف يمكنك التعامل معهم؟

لصوص الأفكار

يمكننا أن نطلق على عصرنا الحالي تسمية عصر الأفكار. إذ صارت الأفكار كأنها عملةً صعبة ينبغي تداولها في أي بيئة عمل. وكلما زادت قيمة أفكارك وعددها، كلما ارتفعت مكانتك في المؤسسة التي تعمل فيها. ومثل أي عملة أخرى؛ قد تتعرض أفكارك للسرقة بين حين وآخر، وتنسب للآخرين. فلماذا يحدث ذلك؟ وما الذي يمكنك فعله لردع لصوص الأفكار؟

من هو لص الفكرة؟ 

لص الفكرة هو الشخص الذي يسرق أفكار ومنجزات موظفين آخرين وينسبها لنفسه، دون أن يذكر جهودهم بأي شكل من الأشكال. ويمكن أن يثير هذا الفعل غضب جميع الموظفين، سواء أكانت الفكرة مشروعًا عظيمًا، أم تحديثًا بسيطًا يمكن تنفيذه لأحد الأنظمة.

ولصوص الأفكار موجودون في جميع بيئات العمل، وهم دائمي اليقظة، وعلى أتم الاستعداد للانقضاض على أي مجهود فكري واختطافه من أصحابه. وهناك مجموعة كبيرة من الأسباب التي تدفع الموظفين إلى سرقة الأفكار، منها:

  • الذاكرة الخفية

يسهل علينا جميعًا أن نفترض أن أفعال الآخرين تصدر بقصد دائمًا. لكن العلم قد يخالف ذلك. فالأبحاث التي أوردها العلماء في مجال الذاكرة طويلة الأمد تؤكد أن سرقة الأفكار يمكن أن يكون فعلًا يرتكبي الإنسان دون وعي.

ويمكننا جميعًا أن نتفق أن لكل فكرة منبع. وحتى تلك الأفكار التي يكون منبعها من أفكارك؛ فإنها صدرت بالأساس بناءً على سلسلة من المعطيات التي تسلمها المخ خلال مدة زمنية معنية. ويعلل العلماء سرقة الأفكار بظاهرة تسمى الـ Cryptomnesia.

وتحدث هذه ظاهرة عادةً للكتاب بشكل كبير. فعندما يقرأ الكاتب نتاجًا أدبيًا لكاتب آخر، فإن ذاكرة القارئ ستحفظ تلك المفردات والمعاني. وحين يستدعي الفكرة مجددًا؛ يعتقد بأنه صاحب الفكرة. فلقد كانت تلك الفكرة موجودة فعليًا بين أفكاره. لكنه لا يعلم فيما إذا كان المخ قد استحضرها من الذاكرة، أم ابتكرها للتو. ولهذا السبب؛ يمكن أن يكون فعل زميلك الذي سرق أفضل أفكارك مؤخرًا صادرًا من لاوعيه، على العكس مما تعتقد.

  • اللص الخفي

في الوقت الذي يدافع فيه العلم عن سراق الأفكار لكون أفعالهم صادرة دون وعي؛ لا يمكن له أن ينكر وجود أشخاص يعمدون سرقة الأفكار بشكل دوري، لكونها عملة صعبة. ولأنهم اختاروا طريق النجاح الأكثر سهولة، على أن أفعالهم ستبقى مخفية عن أعين الجميع في معظم الأحوال. فكيف يمكنك التعامل معهم؟

نصائح للتعامل مع لصوص الأفكار

  • الوقت المستقطع

خذ وقتًا مستقطعًا كلما شعرت بالانزعاج من أي شيء يحدث داخل بيئة العمل. وهذه هي القاعدة الأساسية الواجب عليك اتباعها دائمًا، حتى لا تشعر بالندم على ما قد يصدر منك جراء انفعالك. فحتى لو سرق زميل ما فكرة مهمة منك؛ ستبدو دومًا المخطئ الوحيد إن قابلت سلوكه بعصبية.

  • حقق قبل أن تصدر الحكم

من المهم أن تسأل نفسك السؤال التالي: هل أضاف زميلك بعض الإضافات على فكرتك؟ أم أنه اقتبسها بالكامل؟ فإذا أعلن شخص ما فكرة مع إضافة، فمن السليم أن نعتقد أنها فكرة جديدة فعليًا. تذكر الآن أن اللاوعي قد يلعب دورًا كبيرًا في سلوكيات زميلك، وبأن ظاهرة Cryptomnesia قد تكون السبب لفعله هذا.

اسأل نفسك أيضًا فيما إذا كانت الفكرة تستحق القتال من أجلها، لتقرر فعلك القادم.

  • بادر بالحديث.. وكن منصتًا جيدًا

اطرح على زميلك سؤالًا مباشرًا عن مصدر الفكرة، ثم قم بتذكيره بأنك قد أخبرته بها مسبقًا. وشاهد ردود أفعاله بعدها. ويميل الأشخاص الذين يسرقون الأفكار عن عمد إلى نكران ذلك بشكل مبالغ فيه. فيما يشكك الآخرون بأنفسهم، ويأخذون وقتًا للتفكير في الأمر إن لم يكونوا قد سرقوا أفكارك عن عمد.

أضف إلى ذلك أن الحديث بشجاعة مع سراق الأفكار حول أفعالهم سيردعهم عن تكرار الفعل مجددًا.

  • ابلغ مديرك المباشر 

إذا كانت الفكرة مهمة جدًا، يمكن أن تبلغ مديرك المباشر بالأمر، مع تفادي صياغة الحديث على أنه شكوى. ويفضل في هذه الحالة أن يكون لديك دليل فعلي على كون الفكرة فكرتك.

  • احتفظ بعملتك الصعبة في خزينة مؤمنة

أن بيئة العمل الجيدة هي البيئة التي لا يخشى فيها الموظف أن تتعرض أفكاره للسرقة. ويشارك أفكاره مع أعضاء فريقه، مما يفتح المجال لتطوير الفكرة وتنفيذها بشكل سريع. فالفرق يجب أن تعمل بأسلوب تعاوني لا تنافسي لتتمكن من تحقيق الأهداف الكبرى التي يعمل من أجلها الجميع، لا الأهداف الصغرى التي يعمل من أجلها فرد واحد.

وتقع على عاتق قائد الفريق مسؤولية إلغاء المنافسة السلبية بين أعضاء فريقه، والتي تولد المشاكل بينهم، وتدفع البعض لسرقة أفكار الآخر. وقد تتحول هذه السلوكيات في معظم الأحيان إلى نزاعات كبرى تؤثر بشكل جلي على سير العمل.

لكن؛ لا يمكن لقائد الفريق في بعض الأحيان الانتباه إلى النزاعات الصغيرة بسبب ضغط العمل. لذلك؛ حاول أن تحتفظ بأفكارك وتتجنب مشاركتها مع الآخرين لحين موعد التنفيذ، أو تقوم بمشاركتها بشكل رسمي عبر البريد الإلكتروني، وسيكون لديك دومًا وثيقة تثبت أن هذه الفكرة هي فكرتك أنت لا شخص آخر.

وتذكر أن كونك فردًا في الفريق؛ يعني أن عليك المساهمة في الحد من هذه المشاكل، وتعلم كيفية التعامل مع المصاعب بالطريقة التي تقلل النزاعات، لا تؤججها.

اخبار الأكثر شيوعًا المشاريع الخيرية بيئة العمل تكنولوجيا
مارس ۲، ۲۰۲۱
Share

بحث عن مقالة

أحدث المقالات

أسرع خدمة إنترنت في العراق تنطلق في النجف الأشرف

احتفلت كواد...

اقرأ المزيد

المشروع الوطني للإنترنت يطلق أول خدمة إنترنت عبر الكابل الضوئي في السماوة

أ...

اقرأ المزيد

جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق من حصة ايرثلنك

حصلت ايرثلن...

اقرأ المزيد

ايرثلنك تحصد جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق

منحت ...

اقرأ المزيد

ايرثلنك للاتصالات والإنترنت تتصدر باقي المجهزين وتحصد جائزة الأسرع نموًا

قدمت مجل...

اقرأ المزيد

الأرشيف

المقال السابق

ما هو التنمر الوظيفي؟ وكيف يمكنك التعامل مع المتنمرين؟

المقال التالي

ايرثلنك توفر خدمة الإنترنت في موقع أور الأثري استعدادًا لزيارة قداسة البابا

مقالات ذات صلة

ابق على اطلاع بأخبار ومقالات EarthLink

Welcome to the EarthLink

Please choose which type of user you are, so we can provide you with the best service.

Scroll to top