اللطف هو سلاحك السري.. فهل تملك القوة لتكون طيبًا؟

من منا لا يرغب بترك إرث من الأنجازات الرائعة التي تحفر اسمه في أساسات المؤسسة التي يعمل بها؟ ومن منا لا يريد أن يشار له بالبنان، وأن يكرم ويكافأ على عمله دائمًا؟ وتذكر إنجازاته في كل مرة يذكر فيها اسمه؟ جميعنا نرغب بهذا بالتأكيد، لكن ما هو السبيل إلى بناء هذا الإرث؟

هناك جزء مهم من الإرث الذي نقوم ببنائه. جزء أساسي من أي إنجاز نحققه، هذا الجزء هو: السلوك.

ما الفائدة من بناء أطول مبنى بالعالم عن طريق هدم باقي الأبنية؟ أو صناعة أسرع سيارة بالعالم عن طريق تعطيل كل السيارات الأخرى؟ لا يمكن أن ننجز شيئا من دون أن نكون أشخاصًا جيدين ولطفاء.

المشكلة هي أن بعض الناس يرون اللطف على أنه ضعف. إنهم يخلطون بين اللطف وبين أن تكون شخصًا خاملاً  وغير فعال أو سهل التخلص منه.

الحقيقة هي أن الأشخاص الذين يعتبرون اللطف أمرًا سلبيًا هم أنفسهم غير آمنين بداخلهم أو غير واثقين من أنفسهم. لا يمكنك أن تكون لطيفًا إلا إذا شعرت أنك تتصرف من موقع راحة أو قوة.

لهذا السبب؛ يمكننا القول أن اللطف ميزة هائلة، وليس سمة سلبية، خصوصًا إذا كنت شخصًا «خشن الطباع» بطبيعتك.

وكلما تعمقنا في حياتنا العملية، ندرك أكثر فأكثر كيف أن اللطف جزء كبير من معادلة النجاح، الأمر لا يتعلق فقط بزيادة المبيعات، أو بحبك لعملك، أو بالجهد الذي تبذله، اللطف هو الاستراتيجية الأفضل في العمل، وإليكم الأسباب:

  • اللطف يبني رأس المال العاطفي

إذا منحت شيئًا لشخص ما في العمل، ستملك شيئًا من النفوذ بالمقابل. إنه لمن الذكاء أن تكون طيبًا أو لطيفًا، سواء في العمل أو في الحياة.

كلما بذلت المزيد، زاد رأس مالك العاطفي داخل نفوس الآخرين، وتحسنت سمعتك. ويومًا ما، سيصبح بإمكانك الاستفادة من ذلك في شتى المواقف والحاجات.

كما أنك لا تعرف أبدًا أين سينتهي الأمر بالأشخاص الذين تؤثر عليهم أو تتعامل معهم بشكل طيب، قد ينتهي بهم الأمر كرؤساء تنفيذيين لشركات كبيرة، أو أصحاب مناصب مؤثرة. وقد ينتهي الأمر بعلاقتك الطيبة بهم إلى أن تكون ذات قيمة فائقة بطريقة ما.

حتى لو لم يكن لديهم وظيفة «رفيعة المستوى»، هذا لا ينفي كون اللطف يمكن أن يعود إليك بطريقة مختلفة، مثل تزكيتهم لك أمام أشخاص آخرين «مما يساعد في خلق صورة متميزة عنك»، أو مشاركتهم لصفحة مشروعك الخاص على الفيسبوك، أو مساعدتك بشكل ما عند الحاجة، وغيرها من المواقف.

أنت لا تعرف أبدًا الفرص التي قد تحصل عليها لكونك شخصًا جيدًا. ولن تعرف أبدًا نوع الفرص التي ستفقدها لكونك شخصًا سيئًا، فاسأل نفسك دومًا أي الاحتمالين أفضل؟

  • اللطف يخلق التكاتف بين الموظفين

أكبر مشكلة بالنسبة لمعظم الناس هي أنهم يرون أن صاحب السلوك السيء قد يتقدم على المدى القصير. وقد يرون أن الأشخاص اللئيمين في بعض الشركات يحصلون على ترقية. كما أنهم قد يرون بعض رواد الأعمال الذين أسسوا شركات كبيرة يتصرفون بوقاحة مع الناس.

وبناءً على ذلك، يُخدعون فيعتقدون أن كونك لئيمًا هو الجواب على سؤال كيف تربح اللعبة بأكملها.

وكذلك تُخدع كثير من الشركات في هذا الأمر أيضًا. إذ ينشغلون بزيادة أرقام الأرباح على حساب كيفية معاملة موظفيهم. ولكن؛ إذا كنت تستخدم السلبية للتحكم في موظفيك، فسيؤدي ذلك إلى إثارة الاستياء الذي سيؤثر على عملك على المدى الطويل.

ووفقًا لدراسة حديثة، قام الأشخاص الذين عوملوا بلطف في العمل برد هذا اللطف، حيث أصبحوا أكثر كرمًا بنسبة 278٪ مع زملائهم في العمل. وجدت الأبحاث أن اللطف يشجع على زيادة الصحة والرفاهية العاطفية في مكان العمل بالطرق التالية:

  • يزيد من مستويات الطاقة: تؤدي الأعمال اللطيفة إلى إفراز هرمون يسمى السيروتونين الذي يولد الشعور بالهدوء، ويمكن أن يعزز احترام الذات.
  • يزيد من وجهات النظر الإيجابية: يشجع اللطف على إطلاق الأوكسيتوسين الذي يشجع على التفاؤل، ويخفض ضغط الدم، ويعزز صحة القلب، والأوعية الدموية.
  • إن تعامل المدراء مع موظفيهم بشكل لطيف في العمل يسمح للأشخاص المهنيين بأن يكونوا أكثر رضًا عن وظائفهم، ويمكن أن يؤدي إلى موجة رفع معنويات في جميع أنحاء المؤسسة.
  • اللطف يقتل العداوات

لابد أنك قد واجهت في أحد الأيام  مشادة أو اختلافًا حادًا بالآراء مع زملائك، وقد يتطور الأمر إلى قطيعة تعيق العمل. سيبدد لطفك هذه المشاحنات ويقضي عليها كليًا، وقد تصبحون أصدقاء بعدها.

الحل مع الشخص المسيء هو أن تغرقه بطيبتك وحسن تعاملك حتى لا يجد مفرًا من معاملتك بالمثل، وحتى تفعل هذا، عليك أن لا تتوقع أي مقابل للطفك وحسن تعاملك، عليك أن تفعل الخير لأنه الصواب فقط، وليس لأنك تتوقع مردودًا ما منه، لأنك لو فعلتها وأنت تقصد مردودًا ما، فستضيق ذرعًا بشدة الرفض التي ستواجهك، وستفشل محاولتك في إصلاح الأمور.

كيف تكون لطيفا عن قصد؟

كم مرة شعرت أنك صغير جدًا بحيث لا يمكنك التأثير على مؤسستك؟ إذا كنت تعتقد أنك أصغر من أن تكون مؤثرًا، فتخيل أنك في خيمة مع بعوضة. ستعرف حينها أنه لا يوجد شيء أصغر من أن يكون له تأثير! يكافح مجتمعنا مع الأنانية واللامبالاة، ويكمن النجاح الحقيقي في إدراك أنه يمكننا أن نكون متجاوبين مع من حولنا ولطيفين لتعزيز البيئة التي نريد أن نعيش فيها، على سبيل المثال:

  • خذ القهوة لشخص ما عندما تذهب لإعدادها لنفسك.
  • افتح الباب وقل «شكرًا لك» عندما يفعل أحدهم الشيء نفسه من أجلك.
  • كن آخر من يتحدث في الاجتماع وأظهر التقدير لمساهمات الآخرين.
  • ساعد تلقائيًا زميلًا في العمل.
  • اعترف بمساهمات الآخرين في الوقت المناسب وبشكل علني.
  • امنح الآخرين وقتك قدر استطاعتك.
  • كن على استعداد للاستماع أولاً، واسأل «كيف يمكنني المساعدة؟».

من خلال كوننا لطفاء عمدًا، نحن نُخرِج بطبيعتنا هذه أفضل الصفات الإيجابية في الآخرين. وكما قال الشاعر الانگليزي (جون دون) ذات مرة: «ليس الإنسان بجزيرة» إشارةً إلى أن البشر مرتبطون ببعضهم. ومثل حدوث التموجات في بركة، أو اندفاع الماء من شلال؛ يمكن أن يتوسع اللطف بدءًا من شخص واحد إلى كل من حوله. ربما يمكنك أن تبدأ ثورة طيبة في مكان عملك! كل ما يتطلبه الأمر هو القوة لتكون طيبًا.

اخبار الأكثر شيوعًا المشاريع الخيرية بيئة العمل تكنولوجيا
مارس ۱٦، ۲۰۲۱
Share

بحث عن مقالة

أحدث المقالات

أسرع خدمة إنترنت في العراق تنطلق في النجف الأشرف

احتفلت كواد...

اقرأ المزيد

المشروع الوطني للإنترنت يطلق أول خدمة إنترنت عبر الكابل الضوئي في السماوة

أ...

اقرأ المزيد

جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق من حصة ايرثلنك

حصلت ايرثلن...

اقرأ المزيد

ايرثلنك تحصد جائزة مزود الإنترنت وحلول التكنولوجيا الأكثر ابتكارًا في العراق

منحت ...

اقرأ المزيد

ايرثلنك للاتصالات والإنترنت تتصدر باقي المجهزين وتحصد جائزة الأسرع نموًا

قدمت مجل...

اقرأ المزيد

الأرشيف

المقال السابق

فريق جودة الأعمال يُطلق سلسلة ورشات DMAIC لموظفي ايرثلنك

المقال التالي

ايرثلنك تحتفي بدور الأمهات العاملات في الشركة لمناسبة عيد الأم

مقالات ذات صلة

ابق على اطلاع بأخبار ومقالات EarthLink

Welcome to the EarthLink

Please choose which type of user you are, so we can provide you with the best service.

Scroll to top